الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مصنف ابن أبي شيبة ***
35572- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَأَنْ تُثْنُوا عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وَأَنْ تَخْلِطُوا الرَّغْبَةَ بِالرَّهْبَةِ وَتَجْمَعُوا الإِلْحَافَ بِالْمَسْأَلَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى زَكَرِيَّا وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالَ: {إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } ثُمَّ اعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ، أَنَّ اللَّهَ قَدَ ارْتَهَنَ بِحَقِّهِ أَنْفُسَكُمْ، وَأَخَذَ عَلَى ذَلِكَ مَوَاثِيقَكُمْ، وَاشْتَرَى مِنْكُمُ الْقَلِيلَ الْفَانِيَ بِالْكَثِيرِ الْبَاقِي، وَهَذَا كِتَابُ اللهِ فِيكُمْ لاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ وَلاَ يُطْفَأُ نُورُهُ فَصَدِّقُوا بِقَوْلِهِ، وَانْتَصِحُوا كِتَابَهُ، وَاسْتَبْصِرُوا فِيهِ لِيَوْمِ الظُّلْمَةِ، فَإِنَّمَا خَلَقَكُمْ لِلْعِبَادَةِ، وَوَكَّلَ بِكُمُ الْكِرَامَ الْكَاتِبِينَ, يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ، ثُمَّ اعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ فِي أَجَلٍ قَدْ غُيِّبَ عَنْكُمْ عِلْمُهُ، فَإِنَ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْقَضِيَ الآجَالُ وَأَنْتُمْ فِي عَمَلِ اللهِ فَافْعَلُوا، وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ إِلاَّ بِاللهِ، فَسَابِقُوا فِي مَهَلٍ آجَالَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ آجَالُكُمْ فَيَرُدَّكُمْ إِلَى أَسْوَأِ أَعْمَالِكُمْ، فَإِنَّ أَقْوَامًا جَعَلُوا آجَالَهُمْ لِغَيْرِهِمْ وَنَسُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَنْهَاكُمْ أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ فَالْوَحَاءَ الْوَحَاءَ وَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ، فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ طَالِبًا حَثِيثًا مَرُّهُ سَرِيعٌ. 35573- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: رَأَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ طَيْرًا وَاقِعًا عَلَى شَجَرَةٍ، فَقَالَ: طُوبَى لَك يَا طَيْرُ وَاللهِ لَوَدِدْت أَنِّي كُنْت مِثْلَك، تَقَعُ عَلَى الشَّجَرَةِ وَتَأْكُلُ مِنَ الثَمَرِ، ثُمَّ تَطِيرُ وَلَيْسَ عَلَيْك حِسَابٌ، وَلاَ عَذَابٌ، وَاللهِ لَوَدِدْت أَنِّي كُنْت شَجَرَةً إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ مَرَّ عَلَيَّ جَمَلٌ فَأَخَذَنِي فَأَدْخَلَنِي فَاهُ فَلاَكَنِي، ثُمَّ ازْدَرَدَنِي، ثُمَّ أَخْرَجَنِي بَعْرًا وَلَمْ أَكُنْ بَشَرًا. 35574- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: إنِّي مُوصِيك بِوَصِيَّةٍ إنْ حَفِظْتهَا: إنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي اللَّيْلِ لاَ يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ، وَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي النَّهَارِ لاَ يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ، وَأَنَّهُ لاَ يُقْبَلُ نَافِلَةٌ حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمَ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لاَ يُوضَعُ فِيهِ إِلاَّ الْبَاطِلُ أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمَ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا وَثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لاَ يُوضَعُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلا، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِصَالِحِ مَا عَمِلُوا، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ: لاَ أبلغ هولاء، وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ بِسَيِّئِ مَا عَمِلُوا وَرَدَّ عَلَيْهِمْ صَالِحَ مَا عَمِلُوا: فَيَقُولُ الْقَائِلُ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلاَءِ، وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وَآيَةَ الْعَذَابِ، لِيَكُون الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا رَاهِبًا، وَلاَ يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِ، وَلاَ يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْت قَوْلِي هَذَا فَلاَ يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إلَيْك مِنَ الْمَوْتِ، وَلاَ بُدَّ لَك مِنْهُ، وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْت قَوْلِي هَذَا فَلاَ يَكُنْ غَائِبٌ أَبْغَضَ إلَيْك مِنْهُ وَلَنْ تُعْجِزَهُ. 35575- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: رَافَقْت أَبَا بَكْرٍ وَكَانَ لَهُ كِسَاءٌ فَدَكيٌّ يُخِلُّهُ عَلَيْهِ إذَا رَكِبَ، وَنَلْبَسُهُ أَنَا وَهُوَ إذَا نَزَلْنَا وَهُوَ الْكِسَاءُ الَّذِي عَيَّرَتْهُ بِهِ هَوَازِنُ، فَقَالُوا: أَذَا الْخِلاَلِ نُبَايِعُ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. 35576- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ أُكَلِّمُك إِلاَّ كَأَخِي السِّرَارِ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ. 35577- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ، كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْطُبُنَا فَيَذْكُرُ بَدْءَ خَلْقِ الإِنْسَاْن فَيَقُولُ: خُلِقَ مِنْ مَجْرَى الْبَوْلِ مِنْ نَتِنٍ، فَيَذْكُرُ حَتَّى يَتَقَذَّرَ أَحَدُنَا نَفْسَهُ. 35578- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا. 35579- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللهِ لَئِنْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ تَرَكَا هَذَا الْمَالَ وَهُوَ يَحِلُّ لَهُمَا شَيْءٌ مِنْهُ، لَقَدْ غُبِنَا وَنَقَصَ رَأْيُهُمَا، وَايْمُ اللهِ مَا كَانَا بِمَغْبُونَيْنِ، وَلاَ نَاقِصِي الرَّأْي، وَلَئِنْ كَانَا امْرَأَيْنِ يَحْرُمُ عَلَيْهِمَا مِنْ هَذَا الْمَالِ الَّذِي أَصَبْنَا بَعْدَهُمَا لَقَدْ هَلَكْنَا، وَايْمُ اللهِ مَا الْوَهْمُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِنَا. 35580- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قامَ أَبُو بَكْرٍ خَطِيبًا، فَقَالَ: أَبْشِرُوا فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُتِمَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى تَشْبَعُوا مِنَ الزَّيْتِ وَالْخُبْزِ. 35581- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ نَاسٌ مِنْ إخْوَانِهِ يَعُودُونَهُ فِي مَرَضِهِ فَقَالُوا له: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَلاَ نَدْعُو لَك طَبِيبًا يَنْظُرُ إلَيْك، قَالَ: قَدْ نَظَرَ إلَيَّ، قَالُوا: فَمَاذَا قَالَ لَك، قَالَ: قَالَ: إنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيد. 35582- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: أُتِيَ أَبُو بَكْرٍ بِغُرَابٍ وَافِرِ الْجَنَاحَيْنِ، فَقَالَ: مَا صِيدَ مِنْ صَيْدٍ، وَلاَ عَضُدَ مِنْ شَجَرٍ إِلاَّ بِمَا ضَيَّعَتْ مِنَ التَّسْبِيحِ.
35583- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا مَعَ عُمَرَ الشَّامَ أَنَاخَ بَعِيرَهُ، وَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ فَأَلْقَيْت فَرْوَتِي بَيْنَ شُعْبَتَيَ الرَّحْلِ، فَلَمَّا جَاءَ رَكِبَ عَلَى الْفَرْوِ، فَلَقِينَا أَهْلَ الشَّامِ يَتَلَقَّوْنَ عُمَرَ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ فَجَعَلْتُ أُشِيرُ لَهُمْ إلَيْهِ، قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ: تَطْمَحُ أَعْيُنُهُمْ إِلَى مَرَاكِبِ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ يُرِيدُ مَرَاكِبَ الْعَجَمِ. 35584- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ اسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ رَكِبْت بِرْذَوْنًا يَلْقَاك عُظَمَاءُ النَّاسِ وَوُجُوهُهُمْ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ أَلاَّ أَرَاكُمْ هَاهُنَا، إنَّمَا الأَمْرُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى السَّمَاءِ خَلُّوا سَبِيلَ جَمَلِي. 35585- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ أَتَتْهُ الْجُنُودُ وَعَلَيْهِ إزَارٌ وَخُفَّانِ وَعِمَامَةٌ وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِ بَعِيرِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَلْقَاك الْجُنُودُ وَبَطَارِقَةِ الشَّامِ وَأَنْتَ عَلَى هَذِه الْحَالِ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: إنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللَّهُ بِالإِسْلاَمِ فَلَنْ نَلْتَمِسَ الْعِزَّ بِغَيْرِهِ. 35586- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ: إنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا كَانَ قَمِنًا أَنْ يُبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ كَانَ كَالآكِلِ الَّذِي لاَ يَشْبَعُ. 35587- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: لَمَّا أُتِيَ عُمَرُ بِكُنُوزِ آلِ كِسْرَى فَإِذَا مِنَ الصَّفْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ مَا يَكَادُ أَنْ يَحَارَ مِنْهُ الْبَصَرُ، قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا يُبْكِيك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ شُكْرٍ وَسُرُورٍ وَفَرَحٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا كَثُرَ هَذَا عِنْدَ قَوْمٍ إِلاَّ أَلْقَى اللَّهُ بَيْنَهُمَ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ. 35588- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَيْت بَيْنَ كَتِفَيْ عُمَرَ أَرْبَعَ رِقَاعٍ فِي قَمِيصِهِ. 35589- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَسْعَدَ الرُّعَاةِ مَنْ سَعِدَتْ بِهِ رَعِيَّتُهُ وَإِنَّ أَشْقَى الرُّعَاةِ عِنْدَ اللهِ مَنْ شَقِيَتْ بِهِ رَعِيَّتُهُ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَرْتَعَ فَيَرْتَعَ عُمَّالُك، فَيَكُونَ مِثْلُك عِنْدَ اللهِ مِثْلُ الْبَهِيمَةِ، نَظَرَتْ إِلَى خَضِرَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَرَتَعَتْ فِيهَا تَبْتَغِي بِذَلِكَ السَّمْنِ، وَإِنَّمَا حَتْفُهَا فِي سَمْنِهَا، وَالسَّلاَمُ عَلَيْك. 35590- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: الرَّعِيَّةُ مُؤَدِّيَةٌ إِلَى الإِمَامِ مَا أَدَّى الإِمَامُ إِلَى اللهِ، فَإِذَا رَتَعَ رَتَعُوا. 35591- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لاَ تَعْتَرِضْ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ وَاعْتَزِلْ عَدُوَّك, وَاحْتَفِظْ مِنْ خَلِيلِكَ إِلاَّ الأَمِينَ فَإِنَّ الأَمِينَ مِنَ الْقَوْمِ لاَ يُعَادِلُهُ شَيْءٌ، وَلاَ تَصْحَبَ الْفَاجِرَ فَيُعَلِّمْك مِنْ فُجُورِهِ، وَلاَ تُفْشِ إلَيْهِ سِرَّك وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ. 35592- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ نُعَيْمَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ فَأَخْرَجَ إلَيَّ صَحِيفَةً فَإِذَا فِيهَا مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: سَلاَمٌ عَلَيْك أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا عَهِدْنَاك وَأَمْرُ نَفْسِكَ لَك مُهِمٌّ, وَأَصْبَحْت وقَدْ وُلِّيت أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَحْمَرِهَا وَأَسْوَدِهَا، يَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيْك الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالْعَدُوُّ وَالصَّدِيقُ، وَلِكُلٍّ حِصَّتُهُ مِنَ الْعَدْلِ فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ، فَإِنَّا نُحَذِّرُك يَوْمًا تَعَنْو فِيهِ الْوُجُوهُ، وَتَجِفُّ فِيهِ الْقُلُوبُ، وَتُقْطَعُ فِيهِ الْحُجَجُ مَلكٌ قَهْرَهُمْ بِجَبَرُوتِهِ وَالْخَلْقُ دَاخِرُونَ لَهُ، يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عِقَابَهُ، وَإِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ سَيَرْجِعُ فِي آخِرِ زَمَانِهَا: أَنْ يَكُونَ إخْوَانُ الْعَلاَنِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ، وَإِنَّا نَعُوذَ بِاللهِ أَنْ يَنْزِلَ كِتَابُنَا إلَيْك سِوَى الْمَنْزِلِ الَّذِي نَزَلَ مِنْ قُلُوبِنَا، فَإِنَّا كَتَبْنَا بِهِ نَصِيحَةً لَك وَالسَّلاَمُ عَلَيْك، فَكَتَبَ إلَيْهِمَا: مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكُمَا كَتَبْتُمَا إلَيَّ تَذْكُرَانِ أَنَّكُمَا عَهِدْتُمَانِي وَأَمْرُ نَفْسِي لِي مُهِمٌّ وَأَنِّي قَدْ أَصْبَحْت قَدْ وُلِّيت أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَحْمَرِهَا وَأَسْوَدِهَا، يَجْلِسُ بَيْنَ يَدِي الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالْعَدُوُّ وَالصَّدِيقُ، وَلِكُلٍّ حِصَّةٌ مِنْ ذَلِكَ، وَكَتَبْتُمَا فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ، وَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ عِنْدَ ذَلِكَ لِعُمَرَ إِلاَّ بِاللهِ، وَكَتَبْتُمَا تُحَذِّرَانِي مَا حُذِّرَتْ بِهِ الأُمَمُ قَبْلَنَا، وَقَدِيمًا كَانَ اخْتِلاَفُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِآجَالِ النَّاسِ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ وَيُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وكَتَبْتُمَا تَذْكُرَانِ أَنَّكُمَا كُنْتُمَا تُحَدِّثَانِ، أَنَّ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ سَيَرْجِعُ فِي آخِرِ زَمَانِهَا: أَنْ يَكُونَ إخْوَانُ الْعَلاَنِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ، وَلَسْتُمْ بِأُولَئِكَ، لَيْسَ هَذَا بِزَمَانِ ذَلِكَ، وَإِنَّ ذَلِكَ زَمَانٌ تَظْهَرُ فِيهِ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ، تَكُونُ رَغْبَةُ بَعْضِ النَّاسِ إِلَى بَعْضٍ لِصَلاَحِ دُنْيَاهُمْ، وَرَهْبَةُ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ بَعْضٍ، كَتَبْتُمَا بِهِ نَصِيحَةً تَعِظَانِي بِاللهِ أَنْ أُنْزِلَ كِتَابَكُمَا سِوَى الْمَنْزِلِ الَّذِي نَزَلَ مِنْ قُلُوبِكُمَا، وَأَنَّكُمَا كَتَبْتُمَا بِهِ وَقَدْ صَدَقْتُمَا فَلاَ تَدَعَا الْكِتَابَ إلَيَّ فَإِنَّهُ لاَ غِنَى لِي عَنْكُمَا وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمَا. 35593- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَأْخُذَنِي عَلَى غِرَّةٍ، أَوْ تَذَرَنِي فِي غَفْلَةٍ، أَوْ تَجْعَلَنِي مِنَ الْغَافِلِينَ. 35594- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: وَاللهِ مَا نَخَلْت لِعُمَرَ الدَّقِيقَ قَطُّ إِلاَّ وَأَنَا لَهُ عَاصٍ. 35595- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَام بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي اللَّيْثِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: امْلِكُوا الْعَجِينَ فَهُوَ أَحَدُ الطِّحْنَيْنِ. 35596- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ رُبَّمَا ذُكِرَ عُمَرَ فَيَقُولُ: وَاللهِ مَا كَانَ بِأَوَّلِهِمْ إسْلاَمًا، وَلاَ بِأَفْضَلِهِمْ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَكِنَّهُ غَلَبَ النَّاسَ بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَالصَّرَامَةِ فِي أَمْرِ اللهِ، وَلاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ. 35597- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَا ادَّهَنَ عُمَرُ حَتَّى قُتِلَ إِلاَّ بِسَمْنٍ، أَوْ إهَالَةٍ، أَوْ زَيْتٍ مُقَتَّتٍ. 35598- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَمُرُّ بِالآيَةِ فِي وِرْدِهِ فَتَخْنُقُهُ الْعَبْرَةُ فَيَبْكِي حَتَّى يَسْقُطَ، ثُمَّ يَلْزَمَ بَيْتَهُ حَتَّى يُعَادَ، يَحْسِبُونَهُ مَرِيضًا. 35599- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَمْشِي فِي طَرِيقٍ وَمَعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَرَأَى جَارِيَةً مَهْزُولَةً تَطِيشُ مَرَّةً وَتَقُومُ أُخْرَى، فَقَالَ: هَا بُؤْسَ لِهَذِهِ هَاهْ، مَنْ يَعْرِفُ تَيَّاهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذِهِ وَاللهِ إحْدَى بَنَاتِكَ، قَالَ: بَنَاتِي، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَنْ هِيَ، قَالَ: بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: وَيْلَك يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَهْلَكْتهَا هَزْلاً، قَالَ: مَا نَصْنَعُ، مَنَعْتنَا مَا عِنْدَكَ، فَنَظَرَ إلَيْهِ، فَقَالَ: مَا عِنْدِي عَزَّكَ أَنْ تَكْسِبَ لِبَنَاتِكَ كَمَا تَكْسِبُ الأَقْوَامُ لاَ وَاللهِ مَا لَك عِنْدِي إِلاَّ سَهْمُك مَعَ الْمُسْلِمِينَ. 35600- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ يُسَمِّيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: حاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْل أَنْ تُوزَنُوا، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، يَوْمَ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ. 35601- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ, قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللهِ مَا كَانَ بِأَقْدَمِنَا إسْلاَمًا، وَلاَ أَقْدَمِنَا هِجْرَةً وَلَكِنْ قَدْ عَرَفْت بِأَيِّ شَيْءٍ فَضَلَنَا كَانَ أَزْهَدَنَا فِي الدُّنْيَا، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. 35602- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَابْنُ إدْرِيسَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حُيَيَّةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إنَّ الْعَبْدَ إذَا تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَ اللَّهُ حِكْمَتَهُ، وَقَالَ: انْتَعِشْ نَعَشَكَ اللَّهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ صَغِيرٌ وَفِي أَنْفُسِ النَّاسِ كَبِيرٌ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إذَا تَعَظَّمَ وَعَدَا طَوْرَهُ وهَصَهُ اللَّهُ إِلَى الأَرْضِ، وَقَالَ اخْسَأْ خَسَأَك اللَّهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ كَبِيرٌ وَفِي أَنْفُسِ النَّاسِ صَغِيرٌ حَتَّى لَهُوَ أَحْقَرُ عِنْدَهُ مِنْ خِنْزِيرٍ. 35603- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: لَمَّا نَفَرَ عُمَرُ كَوَّمَ كَوْمَةً مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ بَسَطَ عَلَيْهَا ثَوْبَهُ وَاسْتَلْقَى عَلَيْهَا. 35604- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ غِفَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَقْبَلْت بِطَعَامٍ أَحْمِلُهُ مِنَ الْجَارِ عَلَى إبِلٍ مِنْ إبِلِ الصَّدَقَةِ فَتَصَفَّحَهَا عُمَرُ فَأَعْجَبَهُ بِكْرٌ فِيهَا، قُلْتُ: خُذْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى كَتِفِي، وَقَالَ: وَاللهِ مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهِ مِنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ. 35605- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ صَحْفَةٌ فِيهَا خُبْزٌ مَفْتُوتٌ فِيهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ كَالْبَدَوِيِّ، قَالَ: فَقَالَ: كُلْ، قَالَ: فَجَعَلَ يَتْبَعُ بِاللُّقْمَةِ الدَّسَمَ فِي جُنوب الصَّحْفَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: كَأَنَّك مُقْفِرٌ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا ذُقْت سَمْنًا، وَلاَ رَأَيْت لَهُ آكِلاً، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ لاَ أَذُوقُ سَمْنًا حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ مِنْ أَوَّلِ مَا يَحْيَوْنَ. 35606- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: جَالِسُوا التَّوَّابِينَ فَإِنَّهُمْ أَرَقُّ شَيْءٍ أَفْئِدَةً. 35607- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَوْلاَ أَنْ أَسِيرَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ أَضَعَ جبيني لِلَّهِ فِي التُّرَابِ، أَوْ أُجَالِسَ قَوْمًا يَلْتَقِطُونَ طَيِّبَ الْكَلاَمُ كَمَا يُلْتَقَطُ التَّمْرُ، لأَحْبَبْت أَنْ أَكُونَ قَدْ لَحِقْت بِاللهِ. 35608- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَنْ أَرَاْدَ الْحَقَّ فَلْيَنْزِلْ بِالْبِرَازِ، يَعْنِي يُظْهِرُ أَمْرَهُ. 35609- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: الشِّتَاءُ غَنِيمَةُ الْعَابِدِ. 35610- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حدَّثَنَا أَشْرَسُ أَبُو شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: قَالَ احْتَبَسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى جُلَسَائِهِ فَخَرَجَ إلَيْهِمْ مِنَ الْعَشِيِّ فَقَالُوا: مَا حَبَسَك، فَقَالَ: غَسَلْت ثِيَابِي، فَلَمَّا جَفَّتْ خَرَجْت إلَيْكُمْ. 35611- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى: إنَّك لَنْ تَنَالَ الآخِرَةَ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا. 35612- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قدِمَ عَلَى عُمَرَ نَاسٌ مِنْ الْعِرَاقِ فَرَأَى كَأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ تَعْذِيرًا، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ؟ لَوْ شِئْت أَنْ يُدَهْمَقَ لِي كَمَا يُدَهْمَقُ لَكُمْ لَفَعَلْت، وَلَكِنَّا نَسْتَبْقِي مِنْ دُنْيَانَا مَا نَجِدُهُ فِي آخِرَتِنَا، أَمَا سَمِعْتُمَ اللَّهَ قَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} . 35613- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ كَانَ قَمِيصُهُ قَدْ تَجَوَّب عَنْ مَقْعَدَتهِ، قَمِيصٌ سُنْبُلاَنِيٌّ غَلِيظٌ، فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى صَاحِبِ أَذَرِعَاتٍ، أَوْ أَيْلَةٍ، قَالَ: فَغَسَلَهُ وَرَقَّعَهُ وَخَيَّطَ لَهُ قَمِيصَ قُبْطرِي، فَجَاءَ بِهِمَا جَمِيعًا فَأَلْقَى إلَيْهِ الْقُبْطرِي، فَأَخَذَهُ عُمَرُ فَمَسَّهُ، فَقَالَ: هَذَا أَلْيَنُ، فَرَمَى بِهِ إلَيْهِ، وَقَالَ: أَلْقِ إلَيَّ قَمِيصِي، فَإِنَّهُ أَنْشَفُهُمَا لِلْعِرَقِ. 35614- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ: يَحْفَظُ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ، كَانَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الأَفْلَحِ نَذَرَ أَنْ لاَ يَمَسَّ مُشْرِكًا، وَلاَ يَمَسَّهُ مُشْرِكَ، فَمَنَعَهُ اللَّهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ كَمَا امْتَنَعَ مِنْهُمْ فِي حَيَاتِهِ. 35615- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ قُزَيْعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُؤْتَى بِخُبْزِهِ وَلَحْمِهِ وَلَبَنِهِ وَزَيْتِهِ وَبَقْلِهِ وَخَلِّهِ فَيَأْكُلُ، ثُمَّ يَمُصُّ أَصَابِعَهُ وَيَقُولُ هَكَذَا فَيَمْسَحُ يَدَيْهِ بِيَدَيْهِ وَيَقُولُ: هَذِهِ مَنَادِيلُ آلِ عُمَرَ. 35616- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ كَنُفُجَةِ أَرْنَبٍ. 35617- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَر، قَالَ: حدَّثَنَا وَدِيعَةُ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لاَ تَعْتَرِضُ لِمَا لاَ يَعْنِيك وَاعْتَزِلْ عَدُوَّك وَاحْذَرْ صِدِّيقَك إِلاَّ الأَمِينَ مِنَ الأَقْوَامِ، وَلاَ أَمِينٌ إِلاَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ، وَلاَ تَصْحَبَ الْفَاجِرَ فَتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِ، وَلاَ تُطْلِعْهُ عَلَى سِرِّكَ وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ. 35618- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ فِي الْعُزْلَةِ رَاحَةٌ مِنْ خُلَطَاءِ السُّوءِ. 35619- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: قدِمَ أُنَاسٌ مِنَ الْعِرَاقِ عَلَى عُمَرَ وَفِيهِمْ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ بِجَفْنَةٍ قَدْ صُنِعَتْ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ خُذُوا قَالَ: فَأَخَذُوا أَخْذاً ضَعِيفَاً قَالَ: فَقَالَ لَهُم: قَدْ أَرَى مَا تَقْرَمُونَ إلَيْهِ، فَأَيُّ شَيْءٍ تُرِيدُونَ حُلْوًا وَحَامِضًا وَحَارًّا وَبَارِدًا وَقَذْفًا فِي الْبُطُونِ. 35620- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فَكَانُوا إذَا جَاؤُوا بِلَوْنٍ خَلَطَهُ بِصَاحِبِهِ. 35621- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخَذَ تَبِنَةً مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ: لَيْتَنِي هَذِهِ التَّبِنَةُ، لَيْتَنِي لَمْ أَكُ شَيْئًا، لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، لَيْتَنِي كُنْت نَسْيًا مَنْسِيًّا. 35622- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَأْسُ عُمَرَ عَلَى حِجْرِي، فَقَالَ: ضَعْهُ لاَ أُمَّ لَك، فَقَالَ: وَيْلِي وَيْلُ أُمِّ عُمَرَ إنْ لَمْ يَغْفِرْ لِي رَبِّي. 35623- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ رَبِيعة، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إنَّ الْفُجُورَ هَكَذَا وَغَطَّى رَأْسَهُ إِلَى حَاجِبِيهِ، أَلاَ إنَّ الْبَرَّ هَكَذَا وَكَشَفَ رَأْسَهُ. 35624- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قَالَ ثَابِتٌ: قَالَ أَنَسٌ: غَلاَ السعر غَلاَ الطَّعَامُ بِالْمَدِينَةِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ الشَّعِيرَ فَاسْتَنْكَرَهُ بَطْنُهُ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ مَا تَرَى حَتَّى يُوَسِّعَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. 35625- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عْن أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَرَأَى تَمْرَةً مَطْرُوحَةً، فَقَالَ: خُذْهَا، قُلْتُ: وَمَا أَصْنَعُ بِتَمْرَةٍ، قَالَ: تَمْرَةٌ وَتَمْرَةٌ حَتَّى تَجْتَمِعَ، فَأَخَذْتهَا فَمَرَّ بِمِرْبَدِ تَمْرٍ، فَقَالَ: أَلْقِهَا فِيهِ. 35626- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: خَرَجْت مَعَ عُمَرَ فَمَا رَأَيْته مُضْطَرِبًا فُسْطَاطًا حَتَّى رَجَعَ، قَالَ: قُلْتُ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَسْتَظِلُّ، قَالَ: يَطْرَحُ النِّطْعَ عَلَى الشَّجَرَةِ يَسْتَظِلُّ بِهِ. 35627- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَوْ هَلَكَ حَمْلٌ مِنْ وَلَدِ الضَّأْنِ ضَيَاعًا بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ خَشِيت أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُ. 35628- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يسير بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمَّا أَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الشَّامَ أُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَرَكِبَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا هَزَّهُ نَزَلَ عَنْهُ وَضَرَبَ وَجْهَهُ، وَقَالَ: قَبَّحَك اللَّهُ وَقَبَّحَ مَنْ عَلَّمَك هَذَا. 35629- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى جِذْعٍ فِي دَارِهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فَدَنَوْت مِنْهُ، فَقُلْتُ: مَا الَّذِي أَهَمَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: هَكَذَا بِيَدِهِ وَأَشَارَ بِهَا، قَالَ: قُلْتُ: ما الَّذِي يُهِمُّك وَاللهِ لَوْ رَأَيْنَا مِنْك أَمْرًا نُنْكِرُهُ لَقَوَّمْنَاك، قَالَ: آللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ، لَوْ رَأَيْتُمْ مِنِّي أَمْرًا تُنْكِرُونَهُ لَقَوَّمْتُمُوهُ، فَقُلْتُ: آللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ، لَوْ رَأَيْنَا مِنْك أَمْرًا نُنْكِرُهُ لَقَوَّمْنَاك، قَالَ: فَفَرِحَ بِذَلِكَ فَرَحًا شَدِيدًا، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِيكُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ مَنِ الَّذِي إذَا رَأَى مِنِّي أَمْرًا يُنْكِرُهُ قَوَّمَنِي. 35630- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَأْكُلُ الصَّاعَ مِنَ التَّمْرِ بِحَشَفِهِ. 35631- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عْن أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ آتِي عُمَرَ بِالصَّاعِ مِنَ التَّمْرِ فَيَقُولُ: يَا أَسْلَمَ حُتَّ عَنِّي قِشْرَهُ فَأَحْشِفُهُ، فَيَأْكُلُهُ. 35632- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ، فَقَالَ: التَّوْبَةُ النَّصُوحُ أَنْ يَتُوبَ الْعَبْدُ مِنَ الْعَمَلِ السَّيِّئِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُ إلَيْهِ أَبَدًا. 35633- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ، عَنْ قَوْلِ اللهِ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قَالَ: يُقْرَنُ بَيْنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مَعَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، وَيُقْرَنُ بَيْنَ الرَّجُلِ السُّوءِ مَعَ الرَّجُلِ السُّوءِ فِي النَّارِ. 35634- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حدَّثَنِي طُعْمَةُ بْنُ غَيْلاَنَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، يُقَالَ لَهُ: مِيكَائِيلُ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: قَدْ تَرَى مَقَامِي وَتَعْلَمُ حاجَتِي فَأَرْجِعْنِي مِنْ عِنْدِكَ يَا اللَّهُ بِحَاجَتِي مُفْلِحًا مُنْجِحًا مُسْتَجِيبًا مُسْتَجَابًا لِي، قَدْ غَفَرْت لِي وَرَحِمَتْنِي، فَإِذَا قَضَى صَلاَتَهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ أَرَى شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا يَدُومُ، وَلاَ أَرَى حَالاً فِيهَا يَسْتَقِيمُ، اللهم اجْعَلْنِي أَنْطِقُ فِيهَا بِعِلْمٍ وَأَصْمُت فِيهَا بِحُكْمٍ، اللَّهُمَّ لاَ تُكْثِرْ لِي مِنَ الدُّنْيَا فَأَطْغَى، وَلاَ تُقِلَّ لِي مِنْهَا فَأَنْسَى، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. 35635- حدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَسْلَمْت حِينَ كَفَرَ النَّاسُ وَجَاهَدْت مَعَ رَسُولِ اللهِ حِينَ خَذَلَهُ النَّاسُ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ وَهُوَ عَنْك رَاضٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي خِلاَفَتِكَ اثْنَانِ، وَقُتِلْت شَهِيدًا، فَقَالَ: أَعِدْ عَلَي، فَأَعَدْت عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَالَّذِي لاَ إلَهَ غَيْرُهُ لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ لاَفْتَدَيْت بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ.
35636- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ وَسُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمَ اثْنَتَيْنِ: طُولَ الأَمَلِ، وَاتِّبَاعَ الْهَوَى، فَإِنَّ طُولَ الأَمَلِ يُنْسِي الآخِرَةَ، وَإِنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً، وَإِنَّ الآخِرَةَ مُقْبِلَةٌ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ، وَلاَ حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ، وَلاَ عَمَلَ. 35637- حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ بِمِثْلِهِ. 35638- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: طُوبَى لِكُلِّ عَبْدٍ نُوَمة عَرَفَ النَّاسَ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ، وَعَرَفَهُ اللَّهُ مِنْهُ بِرِضْوَانٍ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يُجْلِي عَنْهُمْ كُلَّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَيُدَخِّلُهُمَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ، لَيْسَ أُولَئِكَ بِالْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ، وَلاَ بِالْجُفَاةِ الْمُرَائِينَ. 35639- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: خَيْرُ النَّاسِ هَذَا النَّمَطُ الأَوْسَطُ يَلْحَقُ بِهِمُ التَّالِي، وَيَرْجِعُ إلَيْهِمَ الْعَالِي. 35640- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا إيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إذَا بَعَثَ سَرِيَّةً وَلَّى أَمْرَهَا رَجُلاً فَأَوْصَاهُ، فَقَالَ: أُوصِيك بِتَقْوَى اللهِ، لاَ بُدَّ لَك مِنْ لِقَائِهِ، وَلاَ مُنْتَهَى لَك دُونَهُ وَهُوَ يَمْلِكُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ، وَعَلَيْك بِالَّذِي يُقَرِّبُك إِلَى اللهِ، فَإِنَّ فِيمَا عِنْدَ اللهِ خَلَفًا مِنَ الدُّنْيَا. 35641- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، أَنَّ نَعْجَةَ عَابَ عَلِيًّا فِي لِبَاسِهِ، فَقَالَ: يَقْتَدِي الْمُؤْمِنُ وَيَخْشَعُ الْقَلْبُ. 35642- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الَّذِي كَانَ يَخْدِمُ أُمَّ كُلْثُومٍ ابْنَةَ عَلِيٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ وَهِيَ تَمْتَشِطُ وَسِتْرٌ بَيْنَهَا وَبَيْنِي، فَجَلَسْت أَنْتَظِرُهَا حَتَّى تَأْذَنَ لِي، فَجَاءَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ فَدَخَلاَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَمْتشِطُ، فَقَالاَ: إِلاَّ تُطْعِمُونَ أَبَا صَالِحٍ شَيْئًا، قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَأَخْرَجُوا قَصْعَةً فِيهَا مَرَقٌ بِحُبُوبٍ، فَقُلْتُ: أَتُطْعِمُونَنِي هَذَا وَأَنْتُمْ أُمَرَاءُ، فَقَالَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ: يَا أَبَا صَالِحٍ، فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْت أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأُتِيَ بِأُتْرُنْجٍ فَذَهَبَ حَسَنٌ، أَوْ حُسَيْنٌ يَتَنَاوَلُ مِنْهُ أُتْرُنْجَةً فَنَزَعَهَا مِنْ يَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُسِّمَ. 35643- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لأُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ: اكْفِي فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْخِدْمَةَ خَارِجًا: سِقَايَةَ الْمَاءِ وَالْحَاجَةَ، وَتَكْفِيك الْعَمَلَ فِي الْبَيْتِ: الْعَجْنَ وَالْخَبْزَ وَالطَّحْنَ. 35644- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ لَيْلَةَ أُهْدِيَتْ إلَيَّ، وَمَا تَحْتَنَا إِلاَّ جِلْدُ كَبْشٍ. 35645- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كَلِمَات لَوْ رَحَلْتُمَ الْمَطِيَّ فِيهِنَّ لأَنْضَيْتُمُوهُنَّ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكُوا مِثْلَهُنَّ: لاَ يَرْجُ عَبْدٌ إِلاَّ رَبَّهُ، وَلاَ يَخَفْ إِلاَّ ذَنْبَهُ، وَلاَ يَسْتَحْيِي مَنْ لاَ يَعْلَمُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَلاَ يَسْتَحْيِي عَالِمٌ إذَا سُئِلَ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْزِلَةَ الصَّبْرِ مِنَ الإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَد، فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ، وَإِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الإِيمَانُ. 35646- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ بِطِسْتِ خِوَانٍ فَالُوذَجٍ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ. 35647- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ كَثِيرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اكْظِمُوا الْغَيْظَ وَأَقِلُّوا الضَّحِكَ لاَ تَمُجْهُ الْقُلُوبُ. 35648- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي هُذَيْلٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ قَمِيصًا، كُمُّهُ إذَا أَرْسَلَهُ بَلَغَ نِصْفَ سَاعِدِهِ، وَإِذَا مَدَّهُ لَمْ يُجَاوِزْ ظُفْرَهُ. 35649- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عْن ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: قضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ بِخِدْمَةِ الْبَيْتِ، وَقَضَى عَلَى عَلِيٍّ بِمَا كَانَ خَارِجًا مِنَ الْبَيْتِ. 35650- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا أَصْبَحَ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ إِلاَّ نَاعِمًا، وَإِنَّ أَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً مَنْ يَأْكُلُ الْبُرَّ وَيَجْلِسُ فِي الظِّلِّ وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ. 35651- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ مُجَمِّعٍ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ ذَاتَ يَوْمٍ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ: مَنْ يَبْتَاعُ مِنِّي سَيْفِي هَذَا، فَلَوْ كَانَ عِنْدِي ثَمَنُ إزَارٍ مَا بِعْتُهُ. 35652- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ {إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ} قَالَ: هُمْ أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ. 35653- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ، قَالَ: حدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ أُمِّ وَلَدٍ لِعَلِيٍّ، قَالَت: جِئْت عَلِيًّا وَبَيْنَ يَدَيْهِ قُرُنْفُلٌ مَكْبُوبٌ فِي الرَّحْبَةِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَبْ لاِبْنَتِي مِنْ هَذَا الْقُرُنْفُلِ قِلاَدَةً، فَقَالَ: هَكَذَا، وَنَقرَ بِيَدَيْهِ، أَدني دِرْهَمًا جَيِّدًا، فَإِنَّمَا هَذَا مَالُ الْمُسْلِمِينَ وَإِلاَّ فَاصْبِرِي حَتَّى يَأْتِيَنَا حَظُّنَا مِنْهُ، فَنَهَبُ لاِبْنَتِكَ مِنْهُ قِلاَدَةً. 35654- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَثَلُ الَّذِي جَمَعَ الإِيمَانَ وَالْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُنجَةِ الطَّيِّبَةِ الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ الطَّعْمِ، وَمَثَلُ الَّذِي لَمْ يَجْمَعَ الإِيمَانَ وَلَمْ يَجْمَعَ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ خَبِيثَةِ الرِّيحِ وَخَبِيثَةِ الطَّعْمِ. 35655- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: مَا شَأْنُك يَا أَبَا حَسَنٍ جَاوَرْت الْمَقْبَرَةَ، قَالَ: إنِّي أَجِدُهُمْ جِيرَانَ صِدْقٍ، يَكُفُّونَ السَّيِّئَةَ وَيُذَكِّرُونَ الآخِرَةَ. 35656- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: إنْ كَانَتْ فَاطِمَةُ لَتَعْجِنُ، وَإِنَّ قُصَّتَهَا لَتَكَادُ تَضْرِبُ الْجَفْنَةَ.
|